أ. إسماعيل جمعان عجارم
مرت الأيام وها نحن ذا على مشارف يوم عظيم, جليل القدر، كثير الأجر في الإسلام, وهو يوم نجاة نبي الله موسى عليه السلام من فرعون، فكان الرسول الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يصومه شكراً لله قبل الهجرة وبعدها, وكانت قريش كذلك واليهود بالمدينة أيضاً، ففي الصحيحين عن ابن عباس قال:[ قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله: (( ما هذا اليوم الذي تصومونه ))، قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله، فنحن نصومه، فقال عليه الصلاة والسلام: (( فنحن أحق وأولى بموسى منكم ))؛ فصامه رسول الله وأمر بصيامه]. فهو يوم فضيل حرص الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام على صومه، وكانوا يربون أبناءهم على صومه، وقد روي في صحيح المسلم أن رجلاً جاء يسأل النبي عن صيام عاشوراء فقال: ((احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ))، وبهذا الفضل لا يقاربه من فضل صيام النوافل إلا صيام يوم عرفة فهو يكفر السنة السابقة والقادمة. وقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صيام يوم قبله وذلك مخالفة لليهود حيث كانوا يصومونه منفرداً، وقد ورد في صحيح المسلم من حديث الحكم بن الأعرج قال: ((انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء! فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائماً. قلت: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه؟ قال: نعم)). فاحرص أخي المسلم وأختي المسلمة على صيام هذا اليوم الفضيل، فلا تفوت الفرصة على نفسك، أن تبدأ هذا العام بذنب مغفور، فالخطايا والذنوب تلاحقنا وجل منا من لا يخطئ، وكلنا نرجوا من الله مغفرة وأجراً عظيماً.