أ. هند السكران
إن من نعم الله علينا نعمة البصر ورؤية الأشياء بالعين المجردة وإدراك ما حولنا في هذا الكون وفي حالة فقدانه لها ووصوله لدرجه عدم الرؤية فان الحياة حتما ستتغير ويعرف ذلك بالكفيف..
ويعرفه بعض المختصون في علم البصر على انه عدم القدرة على الادراك بالعين المجردة نظرا لقصور عضوي او عصبي في العين، فقد يولد الانسان كفيفا او ضعيف البصر الى ان يتطور به الوضع ويكف بصرة، وهناك أسباب أخرى تعود إلى الصفات الوراثية أو الجينية أو تعرض الكفيف إلى إصابات كالتسمم الكيميائي أثناء الحروب والعنف والتعذيب، وهذه الأسباب التي تؤدي إلى كف البصر يترتب عليها تأثر الكثير من الخصائص السلوكية والأكاديمية والاجتماعية والمهنية لدى المكفوف.
على سبيل المثال يحدث خلل كبير في التحصيل الأكاديمي واستقبال المعلومات بالطريقة الصحيحة والطريقة العادية التي يتلقاها الشخص الطبيعي مما يجعله يلجأ الى الحصول على المعلومات المسموعة او المكتوبة بطريقة (البرايل).
ماهي طريقة البرايل..
إن الإعاقة دائما تكمن في الجسد وليس بالعقل فقد يحس المكفوف بصريا بالنقص في ذاته أو الإحساس بالفشل أو التدني بالأداء الأكاديمي أو المهني مقارنة بالأشخاص العاديين، ولكن مع طريقة (برايل) الحسابية ومهارة الاستماع أعطت ردة فعل إيجابيه كبيرة على المكفوفين بصريًا والرقي بهم إلى أعلى الدرجات العلمية.
ويعرف المختصون طريقه (برايل) بأنها الوسيلة التي يستخدمها المكفوفين حاليا في القراءة والكتابة، وهي طريقه تتكون من عدد من الخلايا وتحتوي كل خليه على عامودين يتكون كل عامود من ثلاث نقاط بارزة يستطيع الكفيف أن يقرأها من خلال لمسها بأطراف أنامله، ويمكن الكتابة بطريقة (برايل) عن طريق اللوح المعدنية باستخدام قلم ذو سن معدني مدبب يقوم بكتابة الحروف من خلال ثقوب في الورقة بواسطة لوحه معدنيه أو خشبيه محفور بها عدد من خلايا (برايل) ومن ثم يقوم بقراءة الكتابة بعد قلب الورقة من الخلف.
أما الان فقد حققت التكنولوجيا التقنية تطورًا هائلًا بالنسبة للمكفوفين من خلال التطوير في تقنيات الحاسب الآلي والتي تقوم بتحويل الكتابة العادية الى طريقة (برايل) على أسطر إلكترونيه من خلال برنامج قارئ الشاشة (فيرجو) حيث يمكن الكفيف من قراءة ما يعرض على الشاشة بسهولة تامة.
ويرى الباحثون أن الاشخاص الكفيفين الذين تعلموا طريقة (برايل) منذ الصغر استطاعوا أن يكملوا دراساتهم وأن يحصلوا على أعلى الدرجات الأكاديمية والوظائف الجيدة.
ومن حيث التحصيل العلمي والأكاديمي، استطاع الشخص الكفيف أن يخترق صفوف الدراسة في المدارس والجامعات والمعاهد المختصة، ويرجع الفضل لله ثم للخطط الدراسية التي وضعتها الحكومات المتعددة، وتوفر الكتب والبرامج التعليمية بطريقة(برايل)، وانشاء مراكز وجهات مختصة داخل المدارس والجامعات للعناية بدراساتهم وتوفير جميع متطلبات الطالب الكفيف ليرتقي بنفسه أكاديميا ومهنيًا.
فقد قامت الجهات المختصة بطباعة المقررات والمناهج التعليمية بطريقة (برايل) وذلك بإدخال كتب التعليم العام على نظام word)) ليتم ترجمتها إلكترونيا إلى طريقة (برايل)، وتعتبر هذه الطريقة من أنجح الطرق التعليمية لدى المكفوفين حيث أن الطالب يعتمد عليها اعتمادًا كليًا في أغلب الاحيان.
أما من ناحية المباني التعليمية للمكفوفين في التعليم العام.. ففي الوقت الحاضر تم دمج الطلاب والطالبات المكفوفين في معظم المدارس العادية مع تهيئة المباني جيدًا، ووضع طرق الأمن والسلامة وتعريف الطلاب والطالبات بجغرافية المكان وما يحتويه من فصول ومرافق ومسجد ومعامل وذلك بوضع أسبوع التهيئة لتدريبهم.
كذلك تم توفير أدوات التنقل اللازمة والاستعانة بالعلامات والإشارات الصوتية في التنقل، بالإضافة إلى إجراء تقيم مبدئي لكل حاله للوقوف على مستوى الطالب وحالته النظرية وتقديم الخدمات له بالشكل المناسب لحالته، كذلك استخدام البرامج التعليمية القوية مثل برنامج (ابصار).
ومن حيث اهتمام التعليم العالي.. لم يتمكن التعليم العالي من استخدام الطرق الحديثة للمكفوفين بشكل احترافي حيث أنه لاتزال هناك فجوة عميقه جدًا بين التعليم العام والعالي في طرق التدريس بسب انعدام التطور الاكاديمي والخدمات الحديثة في التحصيل العلمي وطرق الأمن والسلامة في أغلب المدارس والمعاهد الخاصة بالمكفوفين في التعليم العام، فيأتي الطالب الكفيف إلى الجامعة وهو يجهل أحدث الطرق الدراسية والأكاديمية مما يجعله يواجه صعوبات كثيرة في استخدام الحاسب الآلي واللوحات الإرشادية وعدم القدرة على التكيف في الجامعة لدى العديد من الطلاب اللذين تخرجوا من معاهد ومدارس ضعيفة غير متهيئه لتعليم المكفوفين فمعظم الطلاب يعتمدون على الطرق البدائية في تلقيه للمعلومة أو الكتابة أثناء الاختبارات باستخدام المرافق الشخصي والاعتماد عليه بشكل كبير وقد يكون هذا الشخص غير مهيئ اكاديميا .
وهناك عدة أسئلة يطرحها الكفيف قبل دخوله للجامعة التي يرغب بها!!
كيف أصل إلى قاعة المحاضرات؟ وكيف استفيد من مكتبة الجامعة؟ وكيف احصل على المقررات الجامعية؟ وكيف يؤدي الاختبارات؟ ومن أين احصل على المصادر والمراجع الدراسية؟ وكيف أكون صداقات مع زملائي في الجامعة؟
لذلك يجب على الجامعات إقامة برامج تعريفيه ودورات تدريبه على اماكن الجامعة وكيفية الوصول اليها واستخدام اللوحات الإرشادية الناطقة وطرق الامن والسلامة وذلك ضمن اسابيع التهيئة، وهناك أجهزة الإلكترونية ذكية استطاعت التفوق في الأواني الأخيرة، مثلا الآيفون، ويعتبر الآيفون من أفضل وأهم الأجهزة التي يعتمد عليها الكفيف اعتمادًا كبيرًا، من حيث الاتصال الشخصي بالأخرين أو من الناحية التعليمية والأكاديمية، وذلك لاحتوائه على برنامج ناطق، يمكن للمكفوف تحميل البرامج المختلفة بداخله واستخدامه في حل الواجبات الدراسية بكل سهوله ويسر، وهو الجهاز الوحيد الذي يحتوي على برنامج ناطق يستفيد منه الكفيف، كما يمكن لأي جامعه أن تنشأ تطبيق خاص بها يتم تحميله عبر جهاز الآيفون بكل سهوله من قبيل (فني الكتروني كفيف)، ليتمكن من تحقيق الهدف المطلوب بشكل أوضح على البرنامج الناطق ليمكن الكفيف من متابعة المحاضرات والجداول الدراسية والاختبارات وعمل التكاليف المطلوبة منه بطريقة الورد (word)، كذلك برايل سينس BRALLE sense وهو من أحدث وأفضل الأجهزة حاليًا الذي يلبي احتياجات الكفيف العربي، حيث أنه جهاز بمثابة كمبيوتر محمول تمكنهم مزاياه العالية من إنجاز مهام متنوعه تواكب احتياجاتهم العصرية المتطورة في بيئات العمل او الدراسة او المطالعة والهوايات ,وتستخدم في الدراسة من حيث حفظ المحاضرات والملفات واسترجاعها في أي وقت ممكن وكذلك استخدام البريد الإلكتروني وشبكة الانترنت وكمعالج للنصوص او مفكرة يوميه . كذلك يعمل مع نظام التشغيل ويندوز سي أي Windows CE ونجد بعض المعاهد والجامعات تعمل على اعارة الجهاز للطالب طوال فترة الدراسة ومن ثم ارجاعه بعد التخرج من الجامعة ويعتبر من الأجهزة الغالية جدا، كذلك طابعة برايل حيث تعبر طابعة بريللو 200 من أحدث الطابعات التي تستخدم في الجامعات والمعاهد الكبيرة للمكفوفين في طباعة الكتب الدراسية أو المحاضرات والمناهج الدراسية المكتوبة بصيغة الورد حيث يتم تحويلها من كتب عاديه الى كتب بصيغة برايل وتوزيعها على المكفوفين من الطلاب.
ومن هنا نرى أن الشخص الكفيف انسان ذو كيان وروح فعالة لا يمكن تجاهله في المجتمع لذلك اهتمت الدولة بكيان هذا الشخص والسعي لاحتوائه وتلبية احتياجاته كمواطن وإنسان له حقوق وواجبات لا يمكن تجاهلها أو التقليل من شأنه، وعلى كل فرد الحرص في التعامل الإيجابي والفعال والبعد عن الشفقة والميل إلى التحفيز وإدخال السرور والبهجة إليه.